تاريخ الطباعة والنشر في عدن للمؤرخ العدني عبدالله يعقوب خان
المؤرخ العدني
عبدالله يعقوب خان
نبذة مختصرة عن المؤرخ العدني عبدالله يعقوب خان :
من أشهر المؤرخين في عدن منذ بداية القرن العشرين، وهو بحق أول
مؤرخي عدن في العصر الحديث وله كتابات متنوعة ومقالات رصينة ومصنفات منشورة .
أولى كتاباته
كانت في جريد ة '' The Aden Focus
'' الأسبوعية الصادرة خلال العامين 1915 م و 1916م ومجموع مقالاته تمَّ نشرها في صحيفة
(فتاة الجزيرة) أوّل صحيفه في الجزيرة العربية الصادرة عام 1940م في عدن لصاحبها رائد
التنوير العدني الأستاذ محمد علي إبراهيم لقمان .
للمؤرخ العدني
عبدالله يعقوب خان المؤلفات التالية من الكتب:
- قاموس الأمثال
العدنية الصادر عام 1933م.
- تاريخ الطباعة
والصحافة في عدن باللغة الانجليزية – عدن - 1940
- جغرافية
وتاريخ عدن باللغة العربية.
- الأمثال
العربية وما يقابلها باللغة الإنجليزية.. باللغتين العربيه والإنجليزية.
بحسب مانشره الصحفي حسن قاسم
بحسب مانشره الصحفي حسن قاسم
من مطبوعة تاريخ الطباعة والصحافة في عدن – المؤرخ العدني عبدالله يعقوب خان – تم نشرها في
عدن عام 1940م
بحث وتجميع
وترجمة : سهير أنور خان
History of printing and journalism in Aden, Arabia,
Khan, Abdulla Yaqoob
[Aden, 1940]
- Arabic newspapers--Yemen,
South
- English newspapers--Yemen,
South
- Journalism--Yemen,
South--History
- Printing--Yemen,
South--History
للمؤرخ العدني : عبدالله يعقوب خان – صدر في عدن – 1940
بحث وترجمة : سهير أنور خان
لم تعرف عدن
فنون الطباعة سواءً قبل الإحتلال ولا حتى بعده إلا بعد مرور سنوات طويلة، وكان
الخطاطون مطلوبون بشكل كبير جدا من قبل الجهات الرسمية والتجار خاصة بعد ازدهار
نشاط التجارة في عدن .
بنفس الوقت
فإن الكاتب والمؤرخ بامخرمة الذي قام بكتابة ( تاريخ قلعة عدن ) HISTORY OF
THE FORTRESS OF ADEN في بداية القرن 19 لم
يكن حتى يحلم مجرد حلم بان يكون كتابه مطبوعاً يوماً ما، وتمت طباعة الكتاب في عام
1938م في الدنمارك .
بعد الاحتلال
البريطاني لعدن في 1839م بدأت عدن تتطور تجارياً وحصل بها ازدهار تجاري وسكاني ،
شعرت الحكومة بضرورة وجود نواة للطباعة، في عام 1853م قامت الحكومة بإستيراد مطبعة
صغيرة وأنشأت دار نشر صغيرة وبعد وجود هذه المطبعة ظهرت مشكلة أخرى وهي توفير
المؤلفون او من يقومون بالصياغة للمخطوطات والمطبوعات ويعملون على طباعتها فتم
إرسال بعض من المجرمين المدانين والمحكوم عليهم بأحكام طويلة المدى وكانوا عبارة
عن فرقة من الفرس تم ارسالهم من بومباي وهم بدورهم قاموا بتدريب السجناء المحليون
في سجون عدن. وتم تنفيذ المهمة بشكل رئيسي
في الأعمال الرسمية والحكومية وعلى نطاق صغير باللغتين العربية والإنجليزية.
العمل
الانجلو-عربي الوحيد الذي تم اخراجه في هذه المطبعة ومن الجدير ذكره هو الذي تمت
طباعته في عام 1917م وهو كتاب الميجر نوربيري الرئيسي الخاص بالنحو مع مفردات
الكلمات Major
Norbury's AN ABRIDGED ARABIC GRAMMAR WITH VOCABULARY حيث
استغرق عام لاخراجه بصورة لائقة وكانت الأحرف العربية فيه فجة وغير منمقة او مهذبة
وأغلقت هذه المطبعة عام 1936م.
افتتح قهوجي
دينشاو وأخوانه مطبعتهم الخاصة بهم في 1874م في البداية تم إنشاءها لتوفي احتياجات
شركاتهم فقط ولكن بمرور الزمن اصبحت من اهم المطابع في عدن كلها وكانت تقوم
بالطباعة باللغتين الانجليزية والجوزراتية ثم وصلت الى اللغة العربية ايضا. من أهم
الاعمال التي قامت بطباعتها المطبعة والجديرة بالذكر هي المطبوعة التي تم نشرها في
الذكرى المئوية لانشاء قهوجي دينشاو THE COWASJEE DISHAW
CENTENARY MEMORIAL VOLUME وكان عبارة عن توثيق وسجل لأهم الاحداث والتطور في الجالية
الفارسية في عدن ثم تلتها في عام 1889م مطبعة هواردز وشركاءه Howards
& Co
وكانت الطباعة فيها تتم باللغات الانجليزية, العربية, العبرية بحكم أن ملاك ملاك
الشركة كانوا يهوداً ولكن منذ بداية تأسيسها كان هدفها تلبية احتياجات عامة الناس
من المطبوعات المختلفة.
بالرغم من تواجد هذه المطابع الا ان الطلب كان
بازدياد كبير بسبب التطور الكبير والمتسارع في المجال التجاري في عدن وكذا في
المجال الحكومي ومختلف الاعمال الاخرى ولم تستطع هذه المطابع مواكبة هذا التطور
الهائل وبنفس الوقت هناك بعض العاملين في مجال الطباعة كانوا يبحثون كيفية تطوير
وابتكار أحرفاً عربية لتظهر بصورة افضل الخاصة عند الطباعة فكانت المنافسة شديدة
في هذا المجال من قبل الدنمارك ومصر.
مع بدء عام
1924م قام اصحاب الرسالة الرومانية الكاثوليكية بإفتتاح مطبعة صغيرة وكانت مهمتها
بالمقام الاول التدريب المهني للصومال المتحولين في مدرستها . المطبعة الرومانية
الكاثوليكية لم تنجح ولم تستمر فتم ضمها لكاكستون للطباعة Caxton في عام 1925م.
بالونجي
وشركاءه حذت نفس الحذو في عام 1925م بافتتاح مطبعة في كريتر ولكنها كانت متخصصة
بكل متطلبات الماسونية.
وبالرغم من
كل هذه المطابع الا انها لم تكن تفي بالغرض المطلوب اقامته وهو مطبعة عربية بحد
ذاتها والتي كان من المفترض ان تكون مواكبة للتطور المذهل الحاصل في عدن تجارياً
وحكومياً. حيث ان كل هذه المطابع السابقة كانت طباعتها باللغة العربية غير منمقة
وغير مهنية ومرتبة وبدأت شيئاً فشيئاً بالتهالك برغم ان قهوجي وكاكستون قد
استوردوا طابعات باللغة العربية من المانيا ومصر ولكنها لم تعادل هذا التطور غير
المسبوق في عدن تجارياً وحكومياً. واستمر التجار يرسلون مايحتاج للطباعة الى مصر.
قام كلا من
الأمير/ أحمد بن فضل علي بطباعة مؤلفه ( تاريخ عدن ) HISTORY OF
ADEN في
مصر وكذلك ادارة التعليم طبعت كتابها (جغرافيا عدن والجزيرة العربية ) GEOGRAPHY OF
ADEN AND ARABIA
والسيد / محمد علي ابراهيم لقمان في كتابه (تطور العالم الغربي) PROGRESS OF
THE WESTERN WORLD و
السيد / احمد محمد سعيد الأصنج كتابه المنوع ( الصحوة الحديثة في عدن) MODERN
AWAKENING IN ADEN وكتابي ( معجم / قاموس
الأمثلة العدنية ) DICTIONARY OF ADEN PROVERBS جميعهم
طبعوا مؤلفاتهم وكتبهم في مصر.
وكان لابد من
وجود خطوة جادة في سبيل تغطيه هذا الطلب المتزايد في سوق الطباعة والذي خطته مطبعة
الهلال ALHILAL PRESS بإنشاء نواة مطبعة في عام 1932م تحت ادارة ذات
طاقة شابة وفتية وهو السيد ابراهيم راسم – شاب تركي متعلم ومثقف وذكي والمطبعة
اعطت دفعة حياة جديدة في فن الطباعة في عدن وكان هذا العمل مفيد جدا في تاريخ
الطباعة والصحافة في عدن حيث تم اخراج وانتاج العديد من الاعمال عبرها ومنها كتاب
اشعار الامير / أحمد فضل القمندان والذي تم تسميته ( أغاني لحجية ) LAHEJI SONGS
وكذا الاغاني العدنية المسجلة لحسين احمد طه
الصافي .
هذه الصحوة
كانت أنيقة وفنية بمخرجات ذات طباعة منمقة وجميلة ووصل كافة الناس الى حقيقة واحدة
وهي ان المشكلة التي كانت تواجهها عدن في مجال الطباعة اخيرا تم حلها جذرياً وتوقف
ارسال المواد لمصر للطباعة بصورة مفاجئة.
مطبعة أخرى
سميت بمطبعة النجم STAR PRINTING PRESS واكبت انشاء مطبعة الهلال
ولكنها لم تكن باللغة العربية واستمرت فترة بسيطة ثم توقفت عن العمل وتم انضمامها
الى مطبعة عدن وكانت ملكيتها تعود لأحد اهالي عدن . ولاجل الإستمرارية والإبداع
كان على ادارة مطبعة الهلال والسيد ابراهيم راسم ان يبتكر مجال جديد في الطباعة
فكالمعتاد كان هو مايسترو النقلة النوعية في عملية الطباعة باللغة العربية وبذ ل جهوداً جبارة وعقد العزم على طبخ التطوير في
مجال الطباعة على نار هادئة ان صح التعبير حيث تقدم خطوة الى الأمام وحمل على
عاتقه مهمة المطبوعة الاسبوعية باللغة العربية للسيد / محمد علي لقمان والتي سميت
ب ( فتاة الجزيرة ) كما حمل على عاتقه طباعة اول رواية للسيد لقمان واسمها (سعيد)
والتي تم نشرها ايضا عبر نفس المطبعة عام 1939م.
في اعقاب
اندلاع الحرب العالمية الثانية زاد الطلب كثيراً على الطباعة باللغة العربية، وقرر
السيد / محمد علي لقمان – رئيس تحرير فتاة الجزيرة بتأسيس مطبعة خاصة به وكان له
ذلك في سبتمبر من عام 1940م وتم تزويدها
بالمعدات اللازمة والجيدة جدا ومع التنوع في الخطوط العربية اصبحت هذه المطبعة في
الصف الأول في هذا المجال ، ومرة اخرى هنا ايضا كان السيد ابراهيم راسم هو القوة
الدافعة لهذا التطور.
تطور هذا
المجال واصبحت اغلب دور النشر تعمل مطابعها بالكهرباء وليس بصورة يدوية . ولكن ظلت
الطباعة في عدن غير مواكبة للتطور الحاصل في بعض الدول العربية وخاصة مع ظهور
الطباعة بالحروف الذهبية وكذا التغليف الجيد والمتقن حيث لم يكن يوجد في دور النشر
هذه اقسام خاصة بالتغليف الحديث ماعدا دار نشر قهوجي.
بحث وتجميع
وترجمة: سهير أنور خان
( إنتهى )
0 تعليقات