تاريخ البريد في عدن قديماً وحديثاً
كتب الأستاذ عبدالقادر باراس في عدن الغد عن البريد في عدن:
أفتتح أول مكتب بريد في منطقة #كريتر في يونيو 1839م، ونظرا لطول المسافة
حينها بين كريتر والتواهي الأتية إليها السفن البخارية المحملة بالبريد إلى الميناء
فقد أنتقل مكتب البريد الرئيسي إلى منطقة #التواهي في العام 1858م وكونه كان مكتب متواضع
مبني من الطين فقد تم بناء مكتب جديد للبريد في التواهي في العام 1868م، بعد ذلك تم
افتتاح عدة فروع للمكتب الرئيسي منها فرع #الشيخ_عثمان في العام 1891م وخورمكسر في
العام 1892م وكان لوجود القطار وقتها في عدن عامل مهم لنقل الرسائل ولذلك أنشأ مكتب
بريد #المعلا في العام 1922م بالقرب من محطة القطار .
عملية فرز البريد في مكتب بريد عدن قديما |
خلال الفترة من عام 1839م وحتى العام 1937م، تميزت طوابع تلك المرحلة
باستخدام الرقم 124 كرمز بريدي، وبعد أن صارت عدن تسمى بمستعمرة عدن أصبحت الطوابع
البريدية تحمل إسم (Aden) عليها، وفي العام 1939م رفض سلاطين #حضرموت قيام
بريطانيا بإصدار مجموعة بريدية تحمل صورة الملك "جورج السادس" على طوابع
مستعمرة عدن كونهم تحت مظلة محمية عدن التي ترتبط بمعاهدات حماية مع #بريطانيا، لهذا
أصدرت بريطانيا في العام 1942م مجموعة بريدية منفصلة أدرجت فيها عبارة وصور تعبر عن
السلطنتين الكثيرية والقعيطية.
ساعي البريد يسلم رسالة بريدية - البريد في عدن قديماً |
وبالنسبة لأسعار الطوابع البريدية وتعرفة النقل البريدي التي كانت تستخدم
في عدن فقد كانت تختلف بإختلاف البلد المرسل اليه ووزن المراسلات. اما اسعار ورسوم
نقل البريد الداخلي فكانت تعتمد على وزن المراسلات وموقع المنطقة المراد الإرسال اليها
.
شملت هذه الخدمة اسعاراً مختلفة ومتنوعه وهي النقل براً وجواً مراسلات
البوست كارد او ( البطاقة البريدية ) والمراسلات التجارية والمجلات والجرائد والطرود
البريدية فقد كانت لكل منها سعر خاص ونظام في احتساب السعر الخاص بها. كما تم تحديد رسوم رمزية خاصة جدا لنقل المراسلات والنشرات التي تخص المكفوفين.
مكتب بريد المعلا قديماً - عدن |
كان سير عمل البريد في عدن أيام زمان تديره بريطانيا، وأستمر العمل حتى
بعد خروجها من عدن بنفس النظم تحت إدارة الحكومة التي جاءت بعد الإستقلال، وكان هناك
كتيبات وأدلة يتم اصدارها ومن تلك الأدلة ( الكتيبات ) التي تمثل مرجعا للباحثين الدليل
المتبع لـ "إدارة البريد وتلفون مستعمرة عدن لعام 1961م حيث يتناول الخدمات المقدمة
للمشترك":
فقد كان يحق للمشتركين في خدمة الهاتف أن يستأجروا صناديق بريد خاصة بهم،
فكانت الرسائل الموجهة إلى مشتركي خدمة الصناديق الخاصة تحمل العنوان ورقم الصندوق
البريد متبوعاً بكلمة عدن بالخطوط الكبيرة.
عربة نقل البريد قديماً في عدن |
وكانت توجد صناديق بريدية ذات لون أحمر منتصبة أشبه بـ"الكبائن"
في كل مكتب بريد يلاصق مبناه أو في بعض الشوارع العمومية يتم وضع الرسالة فيه بعد اغلاقها
ووضع طابع البريد عليها، وهناك صندوق بريد معلق على حائط خشبي مركب في صالة البريد،
لوضع الرسائل في أي وقت وظلت هذه الخدمة موجودة ولها اهميتها حتى بدأ بالإنحسار في
فترة التسعينيات برغم انه لازال متبعاً في الدول الاجنبية الراقية والمتطورة.
بالنسبة للذين ليس لديهم صناديق بريد من ( عامة الناس) كان ساعي البريد
يمر بالسيكل على كل بيت له رسالة يسلمها يداً بيد وكانت البيوت مرقمة ولها عناوين واضحة ، سهل الوصول اليها وتشمل:
اسم الحي - واسم البلوك ( المجموعة) - اسم الشارع - رقم البيت.
موظف االبريد يباشر في معاملة استلام البريد - بريد عدن قديماً |
كان النظام البريدي في فترة السبعينيات والثمانينيات يغرم المسافر القادم
عبر المطار في حالة اكتشافه من قبل مفتش الجمارك بأن لديه رزم من الرسائل وبموجبه يدفع
(50) فلس كأجرة على كل رسالة وإعطاءه طوابع بريد ليلصقها على كل رسالة.
مدخل مكتب البريد العام في كريتر شارع اسبلانيد - عدن |
تطورت مهمة البريد لتشمل فتح حساب توفير فيه وكذا خدمة صرف المعاشات الشهرية
للمتقاعدين . وبدخول وسائل الاتصالات السريعة والانترنت خف نشاط البريد التقليدي تدريجيا
في التسعينيات الذي أختصر جزءا من المراسلات التقليدية ، أما الآن فإن الانترنت يؤدي
الكثير من الأعمال، لكنه لا زال البريد برسائله المسجلة وطروده ومطبوعاته باقيا وإن
خف كثيرا، وحتى صناديق البريد انحسر طلبها وبقي ملازما لدوائر العمل والشركات والمؤسسات
أو من له حاجة في التواصل وتبادل الإرساليات. وعلى الرغم من تطور خدمات البريد بعد
أن سحبت التكنولوجيا بساطها، إلا أن هناك من لا زال من كبار السن يحبذون ان تصل إرسالياتهم
التقليدية عبر البريد بشوق وحنين.
مكتب البريد العام في كريتر عدن بجانب منارة كريتر - عدن |
رسالة بريدية مرسلة في عام 1952 - بريد عدن |
نماذج طوابع بريدية قديمة خاصة ببريد عدن |
حاولت الإختصار بقدر المستطاع وبإمكانكم قراءة المزيد من التفاصيل من
هنا
https://adengd.net/news/84527
0 تعليقات